الثور والدب مصطلحان يشيران إلى ظروف واتجاهات السوق، فإذا كان السوق في حالة صعود مستمرة يطلق عليه سوق ثيران وإذا كان في حالة هبوط مستمرة يطلق عليه سوق دببة.

اصل الاشارة للأسواق المالية بالدببة والثيران يعود للطريقة التي يهاجمون بها خصومهم .

الثور يهاجم خصمه ويرفعه بقرونه نحو الأعلى  لذا فهو رمز للسوق الصاعد بحيث يهاجم المستثمرون بشرائهم الأصول المالية وبالتالي يصعد السوق

الدب يهاجم خصمه بحيث يسحبه نحو الأسفل لذا فهو رمز للسوق الهابط بحيث يهاجم المستثمرون ببيعهم الأصول المالية وبالتالي يهبط السوق

يأخذ السوق اتجاه صاعد عندما يسيطر التفاؤل على اغلبية المستثمرين والذين يميلون للاعتقاد بأن الأسعار سوف ترتفع بشكل مستمر لفترة زمنية معينة فيقبلون على الشراء وهذا هو سوق الثور.

وعندما يسيطر التشاؤم على المستثمرين والذين يميلون للاعتقاد بأن الأسعار سوف تنخفض بشكل مستمر لفترة زمنية معينة فيقبلون على البيع وهذا هو سوق الدب.

عند الاستثمار يتم التمييز بين نوعين، الاستثمار السلبي مقابل الاستثمار النشط،

الاستثمار السلبي هو استراتيجية استثمار طويلة الأجل, فيها نستثمر في أصول مالية ذات ثبات وأقل خطورة ولسنا بحاجة لإدارتها بشكل مباشر او القيام باي فعل, مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) أو صناديق الاستثمار المشتركة.

كل ما علينا فعله هو اختيار المسار الملائم للاستثمار.

بالمقابل الاستثمار النشط يتطلب مراقبة السوق بشكل منتظم وان نكون فعالين, بحيث أننا نقوم بأنفسنا بالمعاملات المالية اي شراء وبيع الأصول المالية.

في الأساس نقوم بشراء الأسهم وبيعها بواسطة محفظة استثمارية بشكل مستقل ومنتظم عبر وسيط مالي (بروكر).

مستوى الخطورة اعلى في الاستثمار النشط وبالتالي مقدار العوائد ايضا.

في الاستثمار النشط هناك شفافية تامة بحيث انك على علم بالأصول التي تملكها في محفظتك بالمقابل في صناديق الاستثمار هناك من يديرها.

هل يمكن أن نكسب الأرباح حتى إذا انخفض السوق؟

عندما يكون المستثمر متفائل ويعتقد أن السوق سوف يرتفع والاسعار سوف ترتفع فيقبل على شراء الأصول المالية وهذا ما يسمى ب- Long Position في هذه الوضعية نشتري الأصول المالية ونحملها لفترة معينة معتقدين بأن قيمة الأصل سوف ترتفع وبالتالي الفرقية تشكل الربح وفي هذه الحالة السوق يعد سوق ثيران

بينما, عندما يكون المستثمر متشائم ويعتقد أن السوق سوف يهبط والاسعار سوف تنخفض فيقبل على البيع المكشوف او البيع الفارغ وهذا ما يسمى ب- Short Position في هذه الحالة نقوم ببيع أصول مالية قبل أن نملكها أي أننا نستعيرها من الوسيط المالي (البروكر او البنك) بسعرها الحالي وبعد انخفاض سعرها نقوم بشرائها واعادتها للوسيط المالي وهكذا الفرقية تشكل الربح وفي هذه الحالة السوق يعد سوق دببة 

في هذه الطريقة يتم تحقيق المكاسب عند هبوط السوق وانخفاض أسعار الأصول المالية 

هناك ثلاث أشكال لشراء الأصول المالية مختلفة كليا واحدة  عن الأخرى: 

Long-Term Investing الاستثمار للمدى البعيد - نشتري ونحمل الأصل المالي لعدة أشهر أو سنين

Swing Trading تداول سوينغ  - التداول للمدى القصير - نشتري الأصل المالي ونحمله لعدة أيام أو أسابيع 

Day Trading تداول يومي - التداول للمدى القصير -  نشتري الأصل المالي خلال يوم التداول ونبيعه قبل إغلاق السوق في يوم التداول

الأصول المالية والأدوات المالية المختلفة لديها درجات متنوعة من الخطورة

كل مستثمر يختار الأصل الاستثماري وفقا لدرجة الخطورة التي باستطاعته تحملها.

هناك أصول مالية مرتفعة الخطورة مثل الخيارات، عقود الفروقات، العقود المستقبلية حتى الاسهم.. وطبعا العملات الرقمية..

وهناك أصول او أدوات مالية التي تكمن بداخلها درجات أقل من الخطورة مثل ETF ,  السندات وبالاخص السندات حكومية

عندما تكون الفائدة منخفضة في السوق فهذا يعني أن التدخير في مسارات البنك تجلب عائد منخفض، لماذا؟ لأن العائد المتوقع هو نسبة الفائدة في السوق.

على سبيل المثال، إذا كانت الفائدة ٢٪؜  فالمبلغ المدخر سوف يجلب عائد٢٪؜.

هذا ينطبق ايضا على السندات الحكومية.

لذلك المستثمرين يبحثون عن مسارات استثمارية التي من الممكن ان تحلب عوائد مرتفعة اكثر من فائدة السوق، وفي أسواق المال المختلفة العوائد فعلا مرتفعة وغير محددة، وطبعا كل ما كان الأصل المالي ذات خطورة مرتفعة تزيد احتمالات الحصول على عائد مرتفع.

ولكن عندما الفائدة ترتفع هذا يعني أن العوائد  من السندات الحكومية ترتفع والمسارات المختلفة والودائع ايضا.

وهذه مسارات التي تكمن بداخلها درجات منخفضة من الخطورة، ولذلك في حالات عدم اليقين مثل اليوم بسبب الحرب الاوروبية ولأسباب  كثيرة أخرى  عندما يحدث هبوط في الأسواق، المستثمرون يهربون وينقلوا مالهم للمسارات الاستثمارية ذات الخطورة أقل والأكثر صمان.

نور ابو داهش

مؤسسة مال ماركت